Advertisement

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

الحياة داخل الأسوار

( الحياة داخل الأسوار )
 

نعيش حياة مليئة بالشوائب والمتعلقات , ونحصر أنفسنا داخل تلك الأسوار من عاداتٍ وتقاليد وأفكار اعتقدناها اعتقاداً وآمن بها .. لا نستطيع أن نعبر تلك الخطوط ونكسر تلك الأسوار , فقط لأننا منذ الصغر أُرغمنا بها ورُوضنا عليها وكما قيل : ( العلم في الصغر كالنقش على الحجر ) , لكن المنقوش في عقولنا ما هي إلا أفكار عقيمة سلبية لا تجذب لنا إلا الفشل في الحياة اليومية .

لو تطرقنا إلي بعض ما نفعله في يومنا وأسبوعنا وشهرنا وسنتنا , لوجدناها نسخة طبق الأصل مما كان يفعله السابقين من ذوينا مع بعض التغييرات السلبية , وكأننا نردد قول الشاعر :
وما أنا إلا من غزية إن غوت = غويت وإن ترشد غزينة أرشد
قد غُلقت عقولنا , وأقفلنا أبوابنا الفكرية ؛ لكي لا تلج إلينا تلك الأفكار التي نعتبرها خارجه عن القانون , فتبدأ حياتنا بالانقلاب الفكري والنفسي , الفردي والجماعي , لا جديد فينا , ولا نقبل بأي العروض التي تأتينا , فالحياة لدينا داخل صندوق مقفل , مفتاحه قد رميناه في البحر ؛ لكي تحلله تلك الأملاح , ويذوب كما يذاب الحديد في الماء .
ندعى التطور الفكري والحضاري والفلسفي أو ندعو إليه لكن داخل تلك الأسوار لا نستطيع تطبيقه ؛ لأننا نخاف من حرية الرأي والفكر التي قد تجتاح أسوارنا التي تحاصرنا , ونموت في زمانٍ لا يليق بنا ( وهذا ما تقوله لنا عقولنا ! )

حينما يخرج الشاب أو الفتاة برأي أو فكر ويدلي به في العائلة أو المجتمع , يرمق بأعينٌ حادة مشككة مريبة رافضة لتلك الأفكار التي خرجت منه أو منها , وهذا ما يسبب لنا التباعد الفكري والإعتقادي في المحيط الواحد , وقد يصل إلي حد التنافر , والأمر لا يقتصر على الأمور الفكرية فقط , بل هناك امتداد للحياة الغذائية والدوائية,الفردية والاجتماعية والحياة في الشارع , وفي العمل, وفي التربية وفي الخطاب وجميع التعاملات اليومية التي نعيشها ونحيا معها .
ولو تطرقنا إلي سبل الخروج من تلك الأسوار لوجدناها محيطة بنا وخارج الأسوار , لكننا لا نستطيع القرب منها وذلك للحكم الذي أصدرناه في السابق , لكن يجب علينا أن نفك تلك القيود , وأن نخرج من تلك العادات والسلوكيات ,بكثرة الإطلاع وتزويد عقولنا بالطاقة الفكرية التي لا تنضب .. فالإنترنت حياة أخرى مليئة بكل ما نريد ! هناك الكتب .. هناك الفيديو .. هناك الصوت .. التي تحاول أن تخرجنا من تلك الدائرة الفكرية وتدخلنا عالمٌ آخر وطبيعة جذابة وأفكار ٌ عالية سامية .
ما عليك سوى العزم والتوكل على الله والجد والاجتهاد ؛ لنبني مجتمع راقي في فكره وراقي في حضوره وراقي في تعاملاته في جميع جوانب الحياة اليومية , ولتكن أنت البداية ..
ونفسك فانهها عن غيها .. فإذا انتهت فأنت حكيم

ليست هناك تعليقات: